dimanche 18 novembre 2012

عيب والله عيب... كفاكم فوضى وارتباكا... كفاكم مجاملة ومحاباة

كنت على الطائرة في درجة رجال الأعمال عندما دخل علينا مراسل قناة الزيتونة وهو يحاول التصوير بالفيديو كافة أعضاء الوفد الوزاري المتوجه لغزة،، وبالتالي يبدأ بتوثيق رحلة المساندة لشعبنا في غزة والطائرة مازلت في الأجواء الليبية ... 

كان المكلف بأمن وسلامة الشخصيات يجلس ورائي فمنع الكاميرمان من التصوير بالفيديو لأن ذلك مخالف للقانون،،، فاكت
فى صاحبنا بأخذ صور السادة الوزراء فوتوغرافيا ... أعجبني مدير ديوان رئيس الدولة السيد عماد الدايمي عندما رفض أن تأخذ له صورة ...

صحيح أني استأت من موقف مصور القناة نظرا لخفة عقله الإعلامي وقلة حرفيته التي ذكرتني بالإعلام البنفسجي أو الإعلام الكروي عندما كانوا يصورون الطرابلسية في الطائرة وهم يرافقون أنديتنا الرياضية في رحلاتم الكروية... لكني لم أكن لأذكر هذه الحادثة التي مرت مر الكرام ،،،

ولم أكن أعرف أن باعث القناة (الزيتونة طبعا) كان مسافرا معنا على نفس الطائرة ...

أنا لست ضد أن يسافر أسامة باعث قناة الزيتونة على حسابه الخاص لمرافقة الوفد التونسي الإعلامي إلى غزة.. فهو أولا وأخيرا إعلامي ويحق له ذلك ، ولكن من المفترض أن لا تكون له أي صفة رسمية في الوفد.

السيد وزير الخارجية عندما سلمت عليه مع السادة الوزراء، وتجاذبت مع بعض الحديث عرض علي "مجاملة لا غير" مرافقة الوفد لغزة ،، كان ذلك لطفا منه ولفتة ديبلوماسية كريمة...

لكني اعتذرت "بلباقة" وقلت: "يا ليتني كنت أستطيع ، فالتزامي بموعد عرس صديقي المصري الذي يعيش في تونس، وموعد دورة أسرار القيادة النموذجية لا تسمحان لي بمرافقة الوفد".

فرد علي قائلا : كيفاش أنت تعطي دورات وإلا تأخذ دورات،،،
فأجبته: "شكرا على الإطراء ولكننا يجب أن نتعلم من المهد إلى اللحد، سيدي الوزير"...

كنت على يقين أنه حتى لو كان الوقت يسمح لي، فإنه من الخطأ السياسي أن يرافق قيادي في واحد من جملة 150 حزب سياسي في تونس وفدا رسميا حكوميا ورئاسيا بدون أي صفة... حتى ولو كانت الصدفة هي التي جعلتني أرافق الوفد،،، ففي (تونس الإشاعات والتأويلات والحسد والبغض) من شأن مثل هذه المغامرة أن تفتح علي باب جهنم...

قررت الكتابة في الموضوع ونقل ما وراء الكوليس ، بعد أن شاهدت السيد وزير الخارجية رفيق عبد السلام، وخلفه (في الوفد الرسمي الديبلوماسي) السيد باعث القناة أسامة بن سالم، ابن وزير التعليم العالي في جلسة الجامعة العربية في القاهرة ،،

في غياب تفسير معقول ومنطقي لهذا المشهد، أعتبر أنه حان الوقت لمحاسبة التسيب والتخبط والعشوائية في الأداء ...

كفانا مجاملات ومحابات ...

فالمجملات والمحابات هما أصل الداء الذي ينخر اليوم في مفاصل الدولة،،

السيد منصف بن سالم مناضل باع المعدنوس لكي يربي أبنه اسامة... لقد تم رد الإعتبار للمناضل...
ووزر المناضل فلماذا نحابي ونجامل ابن المناضل... وابن عم المناضل وابن خال المناضل ،، وعشيرة المناضل ،،،

إني هنا استذكر قول الله عز وجل لنبيه يحيى...
" يا يحيى خذ الكتاب بقوة "
والكتاب هنا هو الأمر...

كفانا مجاملات وكفانا محابات ،،،

أن وجود أسامة باعث القناة في جلسة الجامعة العربية أمر مرفوض ومدان بكل المقاييس. وخطأ سياسي فادح يعطي رسالة سلبية للرأي العام عن الثورة والحكومة التي جاءت بها شرعية الثورة...

كفانا مجاملات وكفانا محابات ،،،

أقول في النهاية طبقو المعايير والبرتوكولات،،،

تحكمون منذ سنة تقريبا ومن المفترض أنكم تعلمتم الآن أصول وآليات الحكم،،

وكفاكم محاباة ومجاملات والتي قد تودي بالثورة إلى ما لا يحمد عقباه...

وحاسبوا كل مخطئ ... ولا تخشوا لومة لائم...

من أخطأ من مساعدي الوزير وسمح لأسامة بالجلوس وراء الوزير يجب أن يحاسب...

إبن الوزير نفسه يجب أن يعتذر للشعب التونسي عبر قناته المبتدئة ويوضح للراي العام موقفه...

والوزير يجب أن يعتذر كذلك عن تصرفات إبنه...

والله أخشى ما أخشاه هو أن تكون كلمة "المحاسبة" قد حذفت من قاموس حكومة الترويكا... ومن حزب حركة النهضة...

وربي يحسن العاقبة،،،

إسكندر الرقيق
القاهرة 18 نوفمبر 2012

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire