تونس أولا

فلا عاش في تونس من خانها * ولا عاش من ليس من جندها * نموت ونحيا على عهدها * حياة الكرام وموت العظام

إسكندر الرقيق

يعتبر اسكندر الرقيق من الكفاءات الشابة التي خرجت إلى النور من رحم ثورة الكرامة و ...

samedi 28 juillet 2012

مئتا يوم.... وسيظل التوافق هو الحل


تعيش التجربة الديمقراطيّة التونسيّة الراهنة بعد 200 يوم من استلام الترويكا زمام الحكم في تونس حالة من المخاض العسير منذ انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي كانت حبلى بالمفاجآت، وكذلك تشابك المصالح واختلاف الآراء والتوجّهات بين مختلف عناصر الكتل صلب "التأسيسي". ولئن كان يحقّ لهذه المكوّنات السياسيّة متابعة أوّل حكومة ديمقراطيّة في البلاد وتقييم أداءها بكل دقة وشفافية، فإنها مدعوّة بكلّ جديّة إلى وضع مصالح البلاد العليا ومكتسباتها التاريخيّة فوق كلّ الاعتبارات الذاتيّة والفئويّة التي من شأنها تعطيل المسار الديمقراطي ضمن المشهد السياسيّ التونسي منذ الرابع عشر من جانفي الفارط.



فكما أنّه من حق أصحاب الأغلبيّة في المجلس التأسيسي طرح أفكارهم وتصوّراتهم وتعيين كوادرهم لإدارة البلاد ، فإنّه من العدل والعقل أيضا أن يكون لأصحاب الأقليّة من المقاعد دورهم هم أيضا في رسم ملامح الطيف السياسي القادم في البلاد وإن كان من قبيل التشاور والتناصح، بل ومن الحكمة أيضا عدم تجاهل بعض القوى ذات الوزن السياسيّ الفاعل على الساحة والتي لم يسعفها الحظّ في الوصول إلى المجلس التأسيسي لأسباب مرحليّة مختلفة ومتعددة.



ومن هنا كان لابدّ للقوى السياسيّة الصاعدة في المرحلة المقبلة رسم خطوطها الاستراتيجيّة العريضة وخارطة طريقها في السير نحو التحوّل الديمقراطي، طلبا لنموذج سياسيّ منشود ومستحقّ، على اعتبار عنصري التفاعل والتشريك، وذلك مع مختلف الأحزاب السياسيّة ومكوّنات المجتمع المدني التي تزخر بالكفاءات والمشاريع الفكريّة والسياسيّة والاجتماعيّة وغيرها..


ورغم أنّ جهود الحكومة في قيادة البلاد بكل ثقة وكفاءة مازالت متعثّرة تؤثر فيها الخلافات والتجاذبات في المجلس التأسيسي والإعتصامات والطلبات في كافة الجهات ، والتي تحددها أحيانا مواقف شخصيّة وأحكام متسرعة ومسبقة، فإنّ التوافق في هذه المرحلة منهج لابدّ من أخذه بعين الاعتبار والعمل على تحصيله بشتى الأثمان لأنّه يحدد المصلحة العامة للبلاد والشعب، ولأنّه الحلّ الأمثل للتقدم وتجاوز العراقيل والخلافات التي قد لا يكون وراءها غير إضاعة الوقت وإهدار الطاقة والمال.

ولا نعتقد في هذا الإطار أنّ البلاد قد تتحمّل بعض المجازفات التي قد تأتي بمفاجآت كلّ المؤشرات لا تنبئ بإيجابيّتها، خاصّة وأنّ عديد القضايا والملفّات الشائكة والحسّاسة مازالت لم تحلّ بعد من قبيل ملفّات الفساد والمحاسبة وشهداء وجرحى الثورة، كما أنّ الإعلام والقضاء مازالا يعانيان من الوصاية والتوجيه من قوى سياسيّة قديمة وجديدة مختلفة.

ومن هذا المنطلق على حكومة الترويكا أن تبادر بالتحرّك نحو تسريع الأمور أو إيجاد حلّ جذري يقطع مع كلّ انفلاتات سياسيّة والاجتماعية قد تكون نتائجها عكسيّة وغاية في السلبيّة على التجربة الديمقراطيّة التونسيّة.
ولعلّ هذه التجربة الصعبة والمخاض العسير الذي تمر به بلادنا بعد فترة قاسية من الدكتاتوريّة والظلم، يتطلبّان فكرا استباقيّا وحلولا جذريّة وإرادة سياسية صلبة في أكثر المناصب حساسيّة في التشكيلة الحكوميّة . فصفات أساسيّة مثل الفاعلية والكاريزما السياسية والبراغماتيّة شبه غائبة في عدة مواقع وزارية مما أدى بوضوح لبطئ كبير في اتخاذ القرارات وتفعيل خطط عمل تتطلبها استثنائية المرحلة. 

vendredi 27 juillet 2012

مقترحات لأفكار يمكن أن تضمن في مشروع قانون تأسيسي يتعلّق بحياديّة بيوت الله عن الخطابات الحزبيّة


من المعلوم أنّ التغييرات والتطوّرات الحاصلة على الساحة الوطنيّة وخارطة الأحزاب السياسيّة والتيّارات الإيديولوجيّة منذ قيام الثورة وإلى اليوم، قد ألقت بظلالها بشكل واضح وجليّ على عدّة مساحات وفضاءات أخرى لاسيما منها الفضاء المسجدي الذي يختّص بجانب روحي مقدّس لدى كافّة المسلمين وهو ما يجعل الواجب منّا يقتضي العمل على النأي به عن كلّ ما يُمكن أن يمسّ من هذه القثدسيّة وهذه المكانة الخاصّة للمسجد في مجتمع تونسي مسلم يشهد نوعا من التحوّلات الجذريّة على كافّة المستويات منها على وجه الخصوص الجانب الفكري والإيديولوجي والديني.
ومن هذا المنطلق جاء سعيُنا إلى العمل على محاولة الابتعاد ببيوت الله عن كلّ الصراعات والتجاذبات الحزبيّة والمذهبيّة الضيّقة التي يمكن أن تلعب دورا كبيرا في تفكيك وحدة المجتمع وتقسيمه تقسيمات فئويّة مذهبيّة تهدد السلم الاجتماعيّة وتبتذل الخطابات الدينيّة والمنبريّة وتنحرف بها نحو التوظيف السياسي والحزبي والمذهبي وهو ما لا يخدم مصلحة البلاد خاصّة في الوقت الراهن.
وقد رأينا نماذج عديدة لهذه المظاهر الخطيرة التي باتت تهدد مساجدنا في كلّ البلاد، رغم محاولات الوزارة والهياكل المعنيّة لحلّ مختلف المشاكل والأزمات الحاصلة في الموضوع. وللابتعاد عن هذه الأنماط والسلوكات المذهبيّة والحزبيّة المبتذلة، ولضمان سلامة وحياديّة بيوت الله عن كلّ الصراعات والتجاذبات الفئويّة، يقترح حزب الأمان جملة من الأفكار قد يحتويها مشروع قانون ستعمل مجموعة من الأحزاب ومكونات المجتمع المدني من أجل طرحه في المجلس الوطني التأسيسي والمصادقة عليه، يضع آليات لتنظيم تسيير المساجد بما يضمن حياديّة بيوت الله عن مختلف أشكال التحزّب والتفرّق المذهبي والطائفي الإيديولوجي، وحمايتها من خطابات التحريض والتشنّج والكراهية.
يجب أن ينُصّ القانون في بنوده التشريعيّة على أنّ المساجد والجوامع تتمتع بنوع من الاستقلالية في التسيير وأن يتم تركيز دور وزارة الشؤون الدينية على التمويل والتأطير والتقنين والمراقبة .
كما نقترح في هذا الإطار إنشاء هيئة وطنيّة مستقلّة لحماية المساجد والإشراف عليها تتكون من علماء دين وكبار الأئمّة يقع انتخابها ويُناط لها مهام حماية بيوت الله ورعايتها ومراقبتها تُعيّن بدورها هيئات جهويّة للغرض وتتمتع بميزانيّة خاصة وصبغة تنفيذيّة بالتعاون مع السلط الأمنيّة في حالة حدوث تجاوزات. وهو ما يعني سحب الوصاية المباشرة لوزارة الداخليّة على المساجد واختزال دورالسلط الأمنيّة فقط في حمايتها وتأمينها عند الضرورة بطلب من المشرفين عليها.
كما نود أن نقترح آليات يتم بموجبها تسيير المسجد من قبل لجنة أو جمعيّة أهليّة تكوّن في الغرض يقع انتخابها من قبل روّاد كلّ مسجد من المتساكنين، وهي معنيّة بترشيح الأئمّة والإطار المسجدي واختيارهم وقبولهم في صورة ترشيحهم من قبل الوزارة.
ومن هذا المنطلق ندعو الدولة ووزارة الإشراف أن يكون دورها في المساجد مقتصرا على:
1.     تفعيل مبدإ الإستقلالية في التسيير وضمان مبدأ الحيادية وفرضه بالقانون إن لزم الأمر.
2.     المراقبة الدورية للأنشطة وتقييم أداء الأئمة والوعاظ والواعظات ومحاسبتهم.
3.     الإدارة العقارية للمسجد وتأمين مصاريف المباني من ماء وكهرباء وصيانة.
4.     الإشراف على تكوين الأئمة والوعاظ والواعظات والخطباء والمؤدبين.
5.     الإشراف بالتعاون مع السلط المحلية على انتخابات الهيئة المديرة للمسجد من قبل رواد المسجد والأهالي المتساكينين من حوله.
6.     اعتماد الهيئة المديرة المنتخبة والمصادقة على انتخاب المسيرالإداري للمسجد.
7.     اختيار إمام خمس وإمام جمعة خطيب من بين 5 مرشحين يتم ترشيحهم من طرف الهيئة المديرة.
لا بد من تسيير المساجد بطريقة موحدة
نموذج لإدارة المساجد

بناء على ما سبق يمكننا القول بأنّ دور الفضاء المسجدي اليوم بصدد التعاظم وذلك لعدّة اعتبارات تخضع أساسا للتطوّرات الحاصلة على الساحة الوطنيّة بشكل عام. ويقتضي هذا الدور الأساسي للمساجد في بناء الفرد والمجتمع، إيلاء هذه المؤسّسة الدينيّة أهميّتها التي تستحق في إطار السعي إلى تحصين المجتمع التونسي من مظاهر الفوضى والفتنة والانفلات.
وكمّا بيّنا سابقا يمكن للجمعيّات أو اللجان الأهليّة المنتخبة لتسيير بيوت الله أن تلعب دورا مهمّا في حفظ المساجد ورعايتها وحمايتها من بذور التحزّب والمذهبيّة الجوفاء وما يُمكن أن ينجّر عنهما من حقد وكراهيّة وتحريض واعتداءات.
والمُقترح أن تكون هذه الجمعيّات متركبّة من أربعة إلى سبعة أعضاء يتمّ انتخابهم يرأسهم رئيس اللجنة ويُعيّن نائبا له إلى جانب أمين المال والكاتب العام والأعضاء، ويقع انتخاب اللجنة مرّة كلّ سنتين على أن لا تتجاوز فترة رئيس اللجنة السنتين وذلك لضرورة وأهميّة التداول على هذا المركز كي لا ينحصر المنصب لشخص بعينه. كما يُعتبر الإمام وخطيب الجمعة والمؤذّن من أعضاء اللجنة الدائمين غير منتخبين، وذلك لتيسير عمليّة تسيير المسجد والاعتناء به كما يليق ببيت من بيوت الله على الوجه الأكمل.
كما يُمكن للجنة الإداريّة للمسجد، لاسيما في المساجد والجوامع الكبرى، أن تنتخب مع المصلين لجان أخرى فرعيّة للمسجد تتركب من ثلاثة أفراد على الأقل توكل إليها المهام الاجتماعيّة واللوجستيّة والأمنيّة والدعويّة والخيريّة  تعمل من أجل تنظيم الدروس والمحاضرات والمسابقات القرآنيّة وجمع التبرّعات وغيرها.. وذلك في إطار تفعيل المكانة الحقيقيّة للمسجد التي تتجاوز مجرّد كونها بيوت للعبادة إلى مهام أخرى اجتماعيّة وأخلاقيّة وتربويّة..
وتتعامل اللجنة الإداريّة للمسجد ولجانها الفرعيّة مباشرة مع المندوبيّات الجهويّة والمحليّة للشؤون الدينيّة التي من المفترض أن تنفصل عن مقّار المعتمديّات والولايات تكريسا لمبدإ الشفافيّة والاستقلاليّة. وذلك في إطار ما تختصّ به وزارة الشؤون الدينيّة في التعامل مع المساجد حسب المقترحات الآنفة.
وفي هذا السياق وحسب المنوال المقترح يمكننا أن نضمن إلى حدّ ما حياديّة المساجد واستقلالتها التامّة عن كافّة محاولات التسييس والتحزيب لصالح فئات معيّنة كما يمكننا تجنب فتنة افتكاك المنابر وإنزال الأئمّة بعد أن توكل المهام الإداريّة والتسييريّة للجان الأهليّة.
جدير بالذكر أنّ هذا الطرح التسييري للمساجد ليس جديدا على الساحة الإسلاميّة فهو معمول به في عدّة دول إسلاميّة وعربيّة وشقيقة مثل الجزائر، وهي تعدّ نموذجا ناجحا رغم محاولات الوزارة أحيانا توجيه بعض المساجد الكبرى أو التأثير عليها إداريّا. إلاّ أنّه يمكن القول بأنّ هذا النموذج الإداري المطروح في تسيير بيوت الله يعدّ إنجازا مهمّا في البلاد خاصّة إزاء التنوّع والاختلاف الحاصل على الساحة الإسلاميّة وتعدد الفرق والطُرق والمذاهب الدينيّة التي تسعى لنشر أفكارها وعقائدها من خلال السيطرة على المنابر بصفة عشوائيّة وبمنطق القوّة والأمر الواقع، وهو ما يمكن تلافيه عند تطبيق المقترحات السالفة والتي ستفرز بطبيعتها تنوّعا في الخطابات المنبريّة دون الوقوع في الفتن والصدامات والاعتداء على حرمة المساجد ومنابر الجمعة كما حصل ويحصل حاليّا في بلادنا.
كما سيؤثر النمط الإداري المطروح للمساجد في نوعيّة الخطب والآداء العام للإطار المسجدي من حيث الجوانب الماديّة مثل العمل على تحسين أجور الأئمّة لمزيد التفرغ لمهامهم ، والمعنويّة حيث سيعمل الإطار على بذل مزيد من المجهودات بمهامهم وآدائها على أفضل الوجوه خاصّة فيما يتعلق بالجوانب التعليميّة والتربويّة والاجتماعيّة التي يمكن أن يضطلع بها الإطار الإداري للمسجد. وذلك مما لا شكّ فيه سينعكس على نوعيّة الخُطب والدروس الدينيّة ليرقى بها إلى مستوى أفضل. وهو ما من شأنه أن يبتعد بها عن التركيز على الخلافيّات ومهاجمة المخالفين والتحريض على التعصّب والتطرف الفكري عن طريق الانسياق وراء الخُطب الانفعاليّة والفئويّة.

dimanche 15 juillet 2012

الكفاءة لقاح الثورة


الاعتصامات العشوائية كارثة تهدد اقتصادنا القومي


وسط مناخ من الاستبشار بمحاكمة الطاغية و محاسبة رموز الاستبداد و الفساد، تأتي أخبار من هنا و هناك لتنغص على الشعب التونسي فرحته بالثورة و لتصنع علامات استفهام عديدة حول مسار للإنقاذ الاقتصادي المنشود.
و إذا كان العمل النقابي جزءا من تاريخ بلادنا العريق، وشريكا في معركة الاستقلال و بناء الدولة، فان ما تحدثه الاعتصام العشوائية تحت مظلة المطالب الشعبية من شانه أن يشوه هذه لمقاصد كنبيلة و يحرفها عن مسارها الصحيح.
ويجب على كل وطني غيور أن يستنكر ما حدث في ماطر بعد إغلاق مصنع ليوني لمدة ثلاثة أيام وهو المصنع الذي يشغل 6000 عامل نتيجة اعتصام غير شرعي تم بتحريض من بعض الإنتهازيين تحت غطاء المطالب الاجتماعية والتمثيل النقابي التي ليست في واقع الأمر سوى ابتزازا مبرمجا يهدد أمننا الاقتصادي.
و بالمثل كان توقف مصبات القمامة في الاسبوع الفارط عن العمل في سوسة  والحمامات ونابل طعنة في الصميم للسياحة التونسية و تهديدا خطيرا لصحة المواطنين. و قد تم طرد الألمان الذين يعالجون مياه الرشح بالباكتيريا البيولوجية من قبل من يدعون النضال النقابي مما كاد أن يؤدي إلى مشكلة بيئية تهدد صحة وسلامة المواطنين وتضاف إلى مشاكلنا المتفاقمة ويضرب مناطقنا السياحية في المقتل .
إننا نؤكد إن تونس الثورة لن تكون رهينة لتجار الشعارات الجوفاء، ونهيب بالهياكل النقابية المسؤولية أن تضع حدا لتجاوزات بعض من يحسبون أنفسهم عليها، كما يعتبر انه آن الأوان لترشيد السلوك الاجتماعي حتى لا يتحول إلى نقمة على الشعب و يعصف بآمالنا و تطلعاتنا.
ليس هناك اخطر في هذه اللحظة التاريخية من قطع الشرايين الحيوية للاقتصاد وإغلاق أبواب الرزق أمام اليد العاملة، و الحال أن ثورتنا قامت بالأساس ضد البطالة و الفقر و التهميش .
ويجب على كل وطني غيور أن يندد بهذه الممارسات الفوضوية و يحمل المسؤولية لكل من يقف وراءها، فلا فرق بين مخلفات الاستبداد و مخلفات تخريب الاقتصاد، و لابد أن يقف المجتمع التونسي بكل أطيافه ضد الاعتصامات العشوائية حفاظا على مبادئ ثورته المجيدة.

صيحة فزع يجب أن تطلق... زيادة الانفلات والدمار البيئي في تونس بعد الثورة


 رغم ما كان يتبّجح به النظام البائد من عناية بالبيئة والمحيط وتخصيصه ميزانيات هامّة لذلك إلاّ انّ الأمر على ما يبدو لم يتجاوز لغة الخطابات الدعائيّة الخشبيّة غير القابلة للتنفيذ، بل أكثر من ذلك ساهم النظام البائد في تأزم أوضاع البيئة في البلاد بعدم التعامل الجدّي مع الملف واللامبالاة به على حساب المشاريع التجارية الكبرى، فكانت النتيجة مناطق كثيرة وعلى كامل تراب البلاد تشكو تلوّث المحيط والهواء على غرار العاصمة وقابس وسوسة وصفاقس والقصرين وغيرها.. إلى جانب ما تخلّفه الحياة المدنيّة من آثار على المحيط والبيئة مثل تراكم الفضلات والنفايات ومخلّفات الأسواق وحضائر البناء وغيرها، لم تكن كثير من البلديات في السابق توليها ما يلزم من الاهتمام والتوعية حتى أننا نجد اليوم بعض الأحياء والأنهج والأزقّة وسط العاصمة في حالة بيئيّة يُرثى لها.. 
هذا إضافة إلى تعرّض عديد مصادر المياه إلى التلوّث بسبب تراكم الفضلات والنفايات الصناعيّة بها، كما هو شأن وادي مجردة على سبيل المثال الذي يعدّ من أكبر الأودية التونسيّة والذي تحوّل في عدة نقاط من مجراه الذي يرجع إلى الجزائر، إلى مصبّ للفضلات البشريّة والصناعيّة ممّا دفع بالدولة إلى الاستعانة بالاتحاد الأوروبي لمراقبة درجة تلوّث المياه عن طريق بعث مخابر متنقلة لمراقبة تلوّث المياه  والحدّ من مصادر التلوّث، لاسيما بالمناطق الشماليّة.
ويُعتبر التلوّث الصناعي من أكبر مظاهر التلوّث البيئي الذي تعاني منه البلاد وعلى غرار كثير من البلدان النامية التي لا تولي الجانب البيئي حقّه في نشاطها الاقتصادي، ويتمثل هذا التلوّث أساسا في بالنفايات الصلبة والسائلة والانبعاثات الغازيّة. ويُعدّ قطاع النسيج حسب الدراسات من أبرز المساهمين في تلوّث المحيط حيث يفرز سنويا 250 ألف مترا مكعبا من المياه المستعملة ينساب 35 بالمائة منها في المحيط الطبيعي، وقد أفرزت عمليات مراقبتها أن نسبة 46 بالمائة من المؤسسات الملوّثة غير مجهّزة بمحطات تصفية المياه.
هذا إلى جانب ما يمثله قطاع معاصر الزيتون من تهديد مباشر للبيئة في مقابل ارتفاع تكلفة التخلص من مادة المرجين الملوّثة والتي يفرزها القطاع بمعدّل 700 ألف طن سنويّا، وهو ما يعكس حجم الخطر البيئي الذي يمكن أن ينجّر عن معاصر الزيتون في حالة عدم توفير الحلول والدعم الفاعل للصناعيين في القطاع.
وكما هو الشأن أيضا للمحيط البحري الذي يشهد اعتداءات وتجاوزات يوميّة صارخة تهدد الثروة السمكيّة وتؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني ، حيث شهدت مؤخرا عمليات الصيد بالكركارة تصاعدا لافتا على غرار جزيرة قرقنة وجهة الشاّبة وغيرهما، إضافة إلى عديد مظاهر الصيد العشوائي. وكذلك الشأن بالنسبة لمختلف السواحل التونسيّة التي تشهد بعض مظاهر التلوّث والدمار البيئي وإن كان بصفة متفاوتة لاسيما في الآونة الأخيرة، حيث تصبّ عديد قنوات الصرف الصحي مباشرة في شواطئنا البحرية على غرار شاطئ الكرم وصلامبو، الشي الذي يُنذر بخطر محدق على الثروة البحريّة. وكذلك ظهور بعض الاعتصامات والاضطرابات في الموانئ البحريّة التي تؤدي إلى تعطّل عمليات رسوّ البواخر التجاريّة بالميناء إلى مدد متفاوتة تصل إلى أسبوعين أحيانا وهو ما ينعكس بالسلب على المحيط البحري في مستوى مياهنا الإقليميّة حيث يتمّ إلقاء كميّات هامّة من الفضلات والنفايات في البحر ما يُشكّل اعتداء واضحا على الطبيعة والمحيط، ناهيك عن خطر حصول التسرّبات النفطيّة والغازيّة والكيميائيّة بالمياه كلّما تعطّل سير هذه البواخر وطالت مدّة انتظارها في البحر.
وما من شكّ أنّ هذه الوضعيّة المتأزمة أصلا منذ البداية قد شهدت بعد الثورة طفرة أخرى حيث استغلّت عديد الأطراف ضعف الإدارة وغياب الرقابة لعدم الالتزام بشروط الحفاظ على البيئة لاسيما في الأنشطة الصناعيّة ورفع الفضلات التي انتشر بعضها في مساحات خضراء وحدائق عموميّة تعاني بدورها إلى الآن من الإهمال وعدم الصيانة منذ ما يقارب سنة أو يزيد مثل الحديقة المحاذية لكليّة العلوم السياسيّة والقانونيّة بتونس وحديقة حي الخضراء وغيرهما من الحدائق العموميّة والمساحات الخضراء المنتشرة بالعاصمة والتي تساهم بشكل مباشر في تنقية الهواء والحّد من التلوّث الغازي. إذ عادت مصانع كثيرة للعمل بعد توّقفها واستغلّت الظروف التي مرّت بها البلاد إثر الثورة المباركة ولم تول الجانب البيئي في نشاطها الأهميّة اللازمة حيث كان هدفها فقط العودة إلى النشاط وتدارك ما فات من تراجع في مردوديّة الانتاج. وكذلك توّقف النشاط البلدي لفترة وحلّ عديد المجالس البلدية وتعويضها بالنيابات الخصوصيّة، الذي كان له أثر كبير في تزايد نسب تلوث البيئة والمحيط لاسيما بالمناطق ذات الكثافة السكانيّة..
كلّ هذا يجعلنا نتساءل اليوم عن نشاط المؤسسات والإدارات الحكوميّة التي تعنى بحفظ البيئة والمحيط وما دورها من كلّ ذلك مثل الوكالة الوطنيّة لحماية المحيط التي تعاني بدورها حالة من الانفلات والاضطراب الإداري؟ وعلى الحكومة المقبلة التنبه جيّدا لهذا المشكل الذي يؤثر تأثيرا مباشرا على الحياة الاجتماعيّة والطبيعيّة ويضّر بالمصالح الاقتصاديّة للبلاد.

تمنيت... ... لو تم تحييد رئيسي الجمهوريّة والحكومة عن التجاذبات السياسيّة في المرحلة الانتقالية القادمة


تعيش التجربة الديمقراطيّة التونسيّة الراهنة حالة من المخاض العسير، منذ انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي كانت حبلى بالمفاجآت، بسبب كثرة التجاذبات بين الأطراف الحزبيّة الثلاثة التي فازت بنسب عالية من مقاعد المجلس، وكذلك تشابك المصالح واختلاف الآراء والتوجّهات بين مختلف عناصر الأحزاب الأكثر تمثيليّة صلب "التأسيسي". ولئن كان يحقّ لهذه المكوّنات السياسيّة التفاوض بشأن تكوين أوّل حكومة ديمقراطيّة في البلاد، ومن حقها كذلك الاختلاف على اعتبار أنّ اختلاف الآراء والتوّجهات وتنازع المصالح من أهمّ دواعي أيّة عمليّة تفاوضيّة، فإنّ هذه الأطراف مدعوّة بكلّ جديّة إلى وضع مصالح البلاد العليا ومكتسباتها التاريخيّة فوق كلّ الاعتبارات الذاتيّة والفئويّة التي من شأنها تعطيل المسار الديمقراطي المتباطئ أصلا ضمن المشهد السياسيّ التونسي منذ الرابع عشر من جانفي الفارط.
وكما أنّه من حق أصحاب الأغلبيّة في المجلس التأسيسي طرح أفكارهم وتصوّراتهم وأسماء مرشّحيهم للمرحلة القادمة، فإنّه من العدل والعقل أيضا أن يكون لأصحاب الأقليّة من المقاعد دورهم هم أيضا في رسم ملامح الطيف السياسي القادم في البلاد وإن كان من قبيل التشاور والتناصح، بل ومن الحكمة أيضا عدم تجاهل بعض القوى ذات الوزن السياسيّ الفاعل على الساحة والتي لم يسعفها الحظّ في الوصول إلى المجلس التأسيسي لأسباب مرحليّة مختلفة ومتعددة.
ومن هنا كان لابدّ للقوى السياسيّة الصاعدة في المرحلة المقبلة رسم خطوطها الاستراتيجيّة العريضة وخارطة طريقها في السير نحو التحوّل الديمقراطي، طلبا لنموذج سياسيّ منشود ومستحقّ، على اعتبار عنصري التفاعل والتشريك، وذلك مع مختلف الأحزاب السياسيّة ومكوّنات المجتمع المدني التي تزخر بالكفاءات والمشاريع الفكريّة والسياسيّة والاجتماعيّة وغيرها..
ورغم أنّ جهود تشكيل حكومة ديمقراطيّة فعليّة قادرة على قيادة البلاد بكل ثقة وكفاءة في المرحلة القادمة، مازالت متعثّرة وتشوبها بعض الخلافات والتجاذبات التي تحددها أحيانا مواقف شخصيّة وأحكام متسرعة ومسبقة، فإنّ التوافق في هذه المرحلة منهج لابدّ من أخذه بعين الاعتبار والعمل على تحصيله بشتى الأثمان لأنّه يحدد المصلحة العامة للبلاد والشعب، ولأنّه الحلّ الأمثل للتقدم وتجاوز العراقيل والخلافات التي قد لا يكون وراءها غير إضاعة الوقت وإهدار الطاقة والمال.
ولاشكّ أنّ الخلاف بين بعض الفرقاء السياسيين حول مسألة مهام رئيس للجمهوريّة يمثل حاليّا أكبر عائق أمام اكتمال المشهد السياسيّ التونسي، وكذلك سعي أطراف إلى افتكاك بعض الحقائب الوزاريّة الحسّاسة التي قد لا يكون من الحكمة المجازفة بها في الفترة الراهنة. ولا نعتقد في هذا الإطار أنّ البلاد قد تتحمّل بعض المجازفات التي قد تأتي بمفاجآت كلّ المؤشرات لا تنبئ بإيجابيّتها، خاصّة وأنّ عديد القضايا والملفّات الشائكة والحسّاسة مازالت لم تحلّ بعد من قبيل ملفّات الفساد والمحاسبة، كما أنّ الإعلام والقضاء مازالا يعانيان من الوصاية والتوجيه من قوى سياسيّة قديمة وجديدة مختلفة.
ومن هذا المنطلق على صاحب الأغلبيّة في المجلس التأسيسي أن يقوم بدوره والتحرّك نحو تسريع الأمور أو إيجاد حلّ جذري يقطع مع كلّ انفلاتات سياسيّة والاجتماعية قد تكون نتائجها عكسيّة وغاية في السلبيّة على التجربة الديمقراطيّة التونسيّة.
ولعلّ هذه التجربة الصعبة والمخاض العسير الذي تمر به بلادنا بعد فترة قاسية من الدكتاتوريّة والظلم، يتطلبّان فكرا استباقيّا وحلولا جذريّة لأكثر المناصب حساسيّة في البلاد عموما والتشكيلة الحكوميّة على وجه الخصوص، ونعني بالذكر هنا منصبي رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة اللذين من المصلحة العامة للبلاد أن يكونا، إلى جانب الإدارة ككلّ، في استقلاليّة تامّة عن مكوّنات المجتمع السياسيّ ويكونا منتخبين على اعتبار استقلاليّة أصحابها وبعض الصفات الأساسيّة التي تتطلبها شخصيّة في مستوى هذين المنصبين على غرار الكاريزما والبراغماتيّة. ونكون بذلك قد وفّرنا مجهودات كبيرة ووقتا قد يكون أثمن من أن نهدره في النقاشات والخلافات والتجاذبات السياسيّة التي تضيق بها مستويات ومتطلّبات مرحلة الانتقال نحو الاستقرار الديمقراطي في بلد يفخر بأنّه غيّر بثورته خارطة العالم السياسيّة وأصبح قدوة تحتذى.

منعرج خطير في المسار السياسي للبلاد


"الموت للسبسي" هل هو بداية الجهر بدعوة التطرف والعنف السياسي
تمرّ بلادنا اليوم دون شكّ بمرحلة صعبة وحسّاسة من تاريخها الوطني والسياسي، شهدت فيها تحوّلات جوهريّة ومفصليّة غيّرت الخارطة السياسيّة والفكريّة التي سادت في الأوساط الشعبيّة منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن. وهذا التغيّر الطارئ على الصورة النمطيّة للمشهد السياسي التونسي وان كانت فيه عديد الجوانب الإيجابيّة إلاّ أنّه أفرز أيضا بعض المظاهر والسلوكات التي لم يعشها مجتمعنا التونسي من قبل بسبب الوصاية والمحاصرة السلطويّة الاستبداديّة له.
ومن هذه المظاهر التي باتت تعطّل بشكل ملحوظ المسار السياسي الديمقراطي ببلادنا على سبيل الذكر وقوع فئة هامّة من مكوّنات المجتمع في التجاذبات السياسيّة والحزبيّة والصراعات الإيديولوجيّة الاستقطابيّة التي باتت تقسّم أفراد الشعب طوائف وشيع وتميّزهم حسب الانتماءات، وهو ما يشكّل خطرا فعليّا ومحدقا يحيد بالشعب وطاقاته عن القضايا الحقيقيّة والأولويّات الراهنة لاسيما الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة منها. لقد أصبحنا اليوم نقسم الشعب إلى فئات ومجموعات وتناسينا كون هذه المجموعات رغم اختلافاتها إلاّ أنّ ما يجمعها هو أكبر وأكثر بكثير ممّا يفرّقها.
فمن الإسلاميين والعلمانيين والتجمعيين والحداثيين الزنادقة إلى السلفيين والماركسيين الملحدين والدساترة الفرنكفونيين حتى وصلنا في بعض الأحيان إلى التراشق باتهامات التكفير الديني والتخوين السياسي. ولاشكّ أنّ هذا الانسياق الأعمى وراء هذه التقسيمات وتقكيك المجتمع وتصنيف فئاته وفق معايير خاطئة ووهميّة لا يخدم مصلحة البلاد ولا مصلحة الأحزاب السياسيّة والمجتمع المدني الذي انخرط للأسف في بعض الأحيان في هذه اللعبة الخطيرة فوصلت عدوى هذا التمييز الفئوي الديني والسياسي إلى النخبة التي من المفترض أن تكون حصنا ضدّ هذه الأفكار والانسياق الأعمى وراءها.
وان كان من حق كل فرد التعبير عن رأيه وحريّته المطلقة في ذلك إلاّ أنّ هذا الحق لا يمكن أن يصل إلى درجة الثلب والتجريح أو التعدي على الآخر بالتحريض ضدّه أو تهديده بأيّ شكل من الأشكال، بينما وضع البلاد لا يحتمل أصلا مثل هذه الانزلاقات بل ويستوجب العمل على رأب الصدع الذي سببته أطراف أخرى على مستوى الوحدة الوطنيّة لأسباب وغايات سياسويّة ضيّقة لا تمثل كل التونسيين.
ومن هذا المنطلق لابدّ لكل فرد ومسؤول يتمتع بأدنى مستويات الرصانة وروح المسؤوليّة ان يقف ضدّ هذا المنزلق الخطير ويحذّر منه عوض الوقوع في المس من كرامة أو أعراض الناس بشتمهم وسبابهم بدوافع خلافيّة غير مبررة من قبيل الهجمة التي ما فتئت تتزايد ضدّ الوزير السابق السيد الباجي قائد السبسي والتي انتقلت للأسف الشديد من المواقع الاجتماعيّة إلى المنابر السياسيّة تهكما ضدّ عمره الافتراضي أحيانا أو تهجما عليه تارة أخرى بالتحريض على العنف ضده بما لا يرقى أن يكون نقدا بناءا موضوعيا لتاريخه السياسي رغم العديد من سلبياته.
وان كنّا في هذا الصدد لسنا ندافع عن شخص بعينه ، نحن دون شكّ لا نتفق معه سياسيّا وفكريا، بقدر ما نستنكر سلوكا وظاهرة باتت تشق صفوفنا وتتعاظم بين الحين والآخر إلى درجة أن وصل الحد بأحد الرموز الدينيّة ، والذي من المفترض أن يكون داعيا وواعظا يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، إلى الدعوة إلى موت شخصية سياسية وطنية والدعوة إلى موت جميع من ناصروها ، بمجرّد الاختلاف معها ، خاصة إثر الاجتماع الذي حضره مؤخرا الرجل في المنستير كبادرة لتشكيل قوة سياسيّة جديدة في البلاد.
ونحن هنا إذ ندين بشدة مثل هذه الانزلاقات إلاّ أننا نبه في ذات الوقت إلى ماهو أخطر منها إذا تواصلت مثل هذه الخطابات على منابرنا السياسيّة والدينيّة ، والتي ستزيد دون شكّ من درجة الاحتقان لدى فئات كبيرة من الشعب ضدّ هذا الطرف أو ذاك وهو ما لا يخدم مصلحة البلاد العليا ولا أي طرف سياسي غير تنمية فكر التطرف وانتشار معاني التفرقة والكراهيّة ضدّ فئات عديدة من مكوّنات مجتمعنا التونسي المعتدل والذي يتطلع إلى حياة أفضل ومستوى عيش كريم.

mardi 10 juillet 2012

سيرة ذاتية

- مهندس، مستشار دولي في الاقتصاد ورجل أعمال، متحصل على شهادات من جامعات أمريكية (مرتبة شرف)

- ناشط طلابي وسياسي وحقوقي في دعم قضايا العرب والمسلمين في الغرب

- ساهم في العديد من المشاريع الاستثمارية مع البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة للإنماء، لإعادة هيكلة الأجهزة التنفيذية لبعض دول الخليج.

- عضو مؤسس لمنتدى النجاحات الخليجية

- نفذ مشاريع عديدة في التخطيط الاستراتيجي مع كثير من الدوائر الحكومية الخليجية في الصحة والتعليم.

- كانت له شراكة في مؤسسة تسويق واتصالات أمريكية كبرى ولها وجود تجاري في تكساس وفوريدا وسويسرا، وشغل وظيفة نائب الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال.

- له استثمارات في تونس في صناعة الالكترونيات، و الفلاحة بمنطقة سيدي بوزيد، والتطوير العقاري بالعاصمة.

- مستشار رئيس بشركة أبو ظبي القابضة سابقا، بصفة مدير للتخطيط الاستراتيجي والاستثمار.

- له عدة مشاركات فاعلة في عديد المنظمات المهنية، وغير الربحية مثل مؤسسة عالم المعرفة.