samedi 29 juin 2013

دولة صغيرة عظمى... وثورة عظيمة "صغروها وزادو شلكوها"...


عندما قام مراهق أمريكي شاب أرعن قبل نحو 20 عاما واثناء زيارته لسنغافورة برش بعض السيارات والجسور برذاذ دهان مما ألحق أضرارا بها ، أحيل الى المحكمة المختصة والتي قضت بسجنه 4 اشهر وتغريمه بمبلغ 3500 دولار و جلده 6 جلدات - ويجري الجلد هناك كما أخبرني مواطن سنغافوري بذيل فيل مجفف وشديد القسوة ...

ثارت ثائرة أمريكا العظمى... كيف يجلد أحد مواطنيها ؟؟؟ وفي دولة هي عبارة عن جزيرة صغيرة وصخرة منسية في البحر إلى أن جاءها لي كوان يو محاميا شاب من أكسفورد في نفس الوقت تقريبا الذي جاءنا فيه بورقيبة محاميا من السوربون!!!

وتدخل الرئيس الأمريكي لتخفيف العقوبة، وبعد فترة طويلة وجهد كبير استجاب الرئيس السنغافوري فخفض العقوبة ...

أتدرون ما كان التخفيض؟...
"عملولهم جاست"
أعفاه لي كوان يو من الغرامة وخفض الستة جلدات لأربع فقط...
إذ لا بد من الجلد...
فجن جنون الاعلام الامريكي الأرعن،،،،
وجن جنون نخبة المجتمع المدني والنخبة الحقوقية ...
الجلد يا بوقلب !!! ... الجلد في أواخر القرن العشرين !!!!

وتابعت كغيري وقتها وأنا في أمريكا مع الملايين الأحداث على CNN وتم في اليوم الأول " جلد" الشاب الجلدة الأولى ، وباشر الطبيب علاجه ليكون مستعدا للجلدة الثانية في اليوم التالي ، وبعد التأكد من استعداده تم " جلده " الثانية ، وتكرر العلاج والجلد حتى انتهاء العقوبة والسجن ، واطلق سراحه بعدها ، وقامت CNN بتغطية الحدث ، وبثت وقائع مغادرته مطار سنغافورة على الهواء مباشرة وهو يعد بعدم العودة اليها ما بقيت فيه حياة .

سنغافورة بلد ديموقراطي حر ، يعيش برفاهية وسعادة ، ونمر اقتصادي من نمور آسيا ، احترمت نفسها ومؤسستها نفذت قوانيها ، وعاقبت المذنب ، ولم تعيش على أوهام أغان وطنية ساذجة تختلق القوة والعنفوان ، بل مارست سيادتها و حريتها فهي تحيا اليوم بكرامتها ...
هي من أصغر دول العالم مساحة وأقلها سكانا ،، ولا تحتاج للتودد أو التذلل لغيرها كمعظم دول العالم الثالث والرابع لتعيش وأهلها بعزة وكرامة .

وعندما قامت في تونس ثورة عظيمة اسميناها ثورة الحرية والكرامة، بدأ العالم ينظر إلينا بعين كبيرة واحترام أكبر ...

وبدأنا نأمل ونحلم ببناء دولة ديمقراطية قوية تحترم مؤسستها وتحترم قوانينها وتحترم هويتها...
إلى أن زارتنا 4 بنات عاهرات للاحتجاج على قضاءنا "اللي حالته متعبة أصل والفساد ينخره نخرا " وذلك بتعرية صدورهن في الشارع العام و امام محاكمنا وصحافتنا المرئية والمسموعة. ..
فتم احالتهن على القضاء وتمت محاكمتهن ،، وكان الحكم بالسجن 4 أشهر....
والآن يكثر الضغط قبل زيارة بابا اولاند يوم 5 جويلية القادم فيطلق سراحهن بعد حكم استئناف دار حوله الكثير من الغموض...

أين نحن من سغافورة أو "سنغابور" "ويعني اسمها باللغة السنسكريتية " مدينة الأُسد " حيث تعني " سنغا " أسد ، في حين تعني " بور " مدينة ، وقد قيل : إن أحدهم زارها فشاهد فيها أسداً ، ولم يكن مثل هذا الحيوان مألوفا له ، فأطلق عليها هذا الاسم" ...

يظهر لي ان مدينة الأسد مختلفة عن مدينة يحكمها النعام المرتبك المرتعش ...
بها مجلس تاسيسي مضيع البوصلة ...
ونخبة متلهة وعاجزة عن تحصين ثورتها...
وجنرال يريد أن يخلع البدلة العسكرية ليحكم بالبدلة المدنية ...
ويعيد الديكتاتورية والمحسوبية والجهوية ،،،
يدعمه في ذلك ويناشده ...
إعلام العار كجريدة الشروق التي ذكرتنا بالأيام الخوالي ،،
ونخبة الحداثة واليسار التي تقدس الجيش وتتمنى أن ينقلب على المسار الديمقراطي
...

اللهم اجعلنا أسوداً في الحق وليس نعاما ندك رؤسنا في التراب ...

وربي يقدر الخير
إسكندر

2 commentaires:

  1. 7oukoumajabaana w wa9e3 mariir . twansa 3emlou thawra man9oussa 5ater kan lazem el azlem ytiirou elkol nhar lli 5rajj ben ali w yod5lou el7abss mais sa77a lihom . 5dhou forsa bach yroddou elhoujoum w howa a9wa w a5bth elmarra hadhi.

    RépondreSupprimer