dimanche 15 juillet 2012

صيحة فزع يجب أن تطلق... زيادة الانفلات والدمار البيئي في تونس بعد الثورة


 رغم ما كان يتبّجح به النظام البائد من عناية بالبيئة والمحيط وتخصيصه ميزانيات هامّة لذلك إلاّ انّ الأمر على ما يبدو لم يتجاوز لغة الخطابات الدعائيّة الخشبيّة غير القابلة للتنفيذ، بل أكثر من ذلك ساهم النظام البائد في تأزم أوضاع البيئة في البلاد بعدم التعامل الجدّي مع الملف واللامبالاة به على حساب المشاريع التجارية الكبرى، فكانت النتيجة مناطق كثيرة وعلى كامل تراب البلاد تشكو تلوّث المحيط والهواء على غرار العاصمة وقابس وسوسة وصفاقس والقصرين وغيرها.. إلى جانب ما تخلّفه الحياة المدنيّة من آثار على المحيط والبيئة مثل تراكم الفضلات والنفايات ومخلّفات الأسواق وحضائر البناء وغيرها، لم تكن كثير من البلديات في السابق توليها ما يلزم من الاهتمام والتوعية حتى أننا نجد اليوم بعض الأحياء والأنهج والأزقّة وسط العاصمة في حالة بيئيّة يُرثى لها.. 
هذا إضافة إلى تعرّض عديد مصادر المياه إلى التلوّث بسبب تراكم الفضلات والنفايات الصناعيّة بها، كما هو شأن وادي مجردة على سبيل المثال الذي يعدّ من أكبر الأودية التونسيّة والذي تحوّل في عدة نقاط من مجراه الذي يرجع إلى الجزائر، إلى مصبّ للفضلات البشريّة والصناعيّة ممّا دفع بالدولة إلى الاستعانة بالاتحاد الأوروبي لمراقبة درجة تلوّث المياه عن طريق بعث مخابر متنقلة لمراقبة تلوّث المياه  والحدّ من مصادر التلوّث، لاسيما بالمناطق الشماليّة.
ويُعتبر التلوّث الصناعي من أكبر مظاهر التلوّث البيئي الذي تعاني منه البلاد وعلى غرار كثير من البلدان النامية التي لا تولي الجانب البيئي حقّه في نشاطها الاقتصادي، ويتمثل هذا التلوّث أساسا في بالنفايات الصلبة والسائلة والانبعاثات الغازيّة. ويُعدّ قطاع النسيج حسب الدراسات من أبرز المساهمين في تلوّث المحيط حيث يفرز سنويا 250 ألف مترا مكعبا من المياه المستعملة ينساب 35 بالمائة منها في المحيط الطبيعي، وقد أفرزت عمليات مراقبتها أن نسبة 46 بالمائة من المؤسسات الملوّثة غير مجهّزة بمحطات تصفية المياه.
هذا إلى جانب ما يمثله قطاع معاصر الزيتون من تهديد مباشر للبيئة في مقابل ارتفاع تكلفة التخلص من مادة المرجين الملوّثة والتي يفرزها القطاع بمعدّل 700 ألف طن سنويّا، وهو ما يعكس حجم الخطر البيئي الذي يمكن أن ينجّر عن معاصر الزيتون في حالة عدم توفير الحلول والدعم الفاعل للصناعيين في القطاع.
وكما هو الشأن أيضا للمحيط البحري الذي يشهد اعتداءات وتجاوزات يوميّة صارخة تهدد الثروة السمكيّة وتؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني ، حيث شهدت مؤخرا عمليات الصيد بالكركارة تصاعدا لافتا على غرار جزيرة قرقنة وجهة الشاّبة وغيرهما، إضافة إلى عديد مظاهر الصيد العشوائي. وكذلك الشأن بالنسبة لمختلف السواحل التونسيّة التي تشهد بعض مظاهر التلوّث والدمار البيئي وإن كان بصفة متفاوتة لاسيما في الآونة الأخيرة، حيث تصبّ عديد قنوات الصرف الصحي مباشرة في شواطئنا البحرية على غرار شاطئ الكرم وصلامبو، الشي الذي يُنذر بخطر محدق على الثروة البحريّة. وكذلك ظهور بعض الاعتصامات والاضطرابات في الموانئ البحريّة التي تؤدي إلى تعطّل عمليات رسوّ البواخر التجاريّة بالميناء إلى مدد متفاوتة تصل إلى أسبوعين أحيانا وهو ما ينعكس بالسلب على المحيط البحري في مستوى مياهنا الإقليميّة حيث يتمّ إلقاء كميّات هامّة من الفضلات والنفايات في البحر ما يُشكّل اعتداء واضحا على الطبيعة والمحيط، ناهيك عن خطر حصول التسرّبات النفطيّة والغازيّة والكيميائيّة بالمياه كلّما تعطّل سير هذه البواخر وطالت مدّة انتظارها في البحر.
وما من شكّ أنّ هذه الوضعيّة المتأزمة أصلا منذ البداية قد شهدت بعد الثورة طفرة أخرى حيث استغلّت عديد الأطراف ضعف الإدارة وغياب الرقابة لعدم الالتزام بشروط الحفاظ على البيئة لاسيما في الأنشطة الصناعيّة ورفع الفضلات التي انتشر بعضها في مساحات خضراء وحدائق عموميّة تعاني بدورها إلى الآن من الإهمال وعدم الصيانة منذ ما يقارب سنة أو يزيد مثل الحديقة المحاذية لكليّة العلوم السياسيّة والقانونيّة بتونس وحديقة حي الخضراء وغيرهما من الحدائق العموميّة والمساحات الخضراء المنتشرة بالعاصمة والتي تساهم بشكل مباشر في تنقية الهواء والحّد من التلوّث الغازي. إذ عادت مصانع كثيرة للعمل بعد توّقفها واستغلّت الظروف التي مرّت بها البلاد إثر الثورة المباركة ولم تول الجانب البيئي في نشاطها الأهميّة اللازمة حيث كان هدفها فقط العودة إلى النشاط وتدارك ما فات من تراجع في مردوديّة الانتاج. وكذلك توّقف النشاط البلدي لفترة وحلّ عديد المجالس البلدية وتعويضها بالنيابات الخصوصيّة، الذي كان له أثر كبير في تزايد نسب تلوث البيئة والمحيط لاسيما بالمناطق ذات الكثافة السكانيّة..
كلّ هذا يجعلنا نتساءل اليوم عن نشاط المؤسسات والإدارات الحكوميّة التي تعنى بحفظ البيئة والمحيط وما دورها من كلّ ذلك مثل الوكالة الوطنيّة لحماية المحيط التي تعاني بدورها حالة من الانفلات والاضطراب الإداري؟ وعلى الحكومة المقبلة التنبه جيّدا لهذا المشكل الذي يؤثر تأثيرا مباشرا على الحياة الاجتماعيّة والطبيعيّة ويضّر بالمصالح الاقتصاديّة للبلاد.

1 commentaires:

  1. Abha Transport Company ÔÑßÉ äÞá ÇËÇË ÈÇÈåÇ
    would like to deal with Abha Transport company feel with her reassurance on your furniture and your luggage and ensure that you transport your luggage safely and peacefully,

    ÔÑßÉ ÊäÙíÝ ÔÞÞ ÈÍÝÑ ÇáÈÇØä
    ÔÑßå äÞá ÇËÇË ÈÇáãÏíäÉ ÇáãäæÑÉ

    ÔÑßÉ ßÔÝ ÊÓÑÈÇÊ ÇáãíÇå ÈÇáãÏíäÉ ÇáãäæÑÉ

    Introduction of Hafr Al-Batin Cleaning Company: Cleanliness of the faith, and recommended us Almighty cleanliness in ... Hafr Al-Batin Cleaning Company offers service in Hafr Al-Batin and all surrounding areas, .... Transport company transfer Dawadmi ÔÑßÉ ÊäÙíÝ ÈÍÝÑ ÇáÈÇØä

    ÔÑßÉ ÊÓáíß ãÌÇÑì ÈÇáãÏíäÉ ÇáãäæÑÉ
    ÔÑßÉ ÊäÙíÝ ÈÍÝÑ ÇáÈÇØä

    We come to the best furniture transport company with the lowest prices, which areWant the best furniture move her door Hahi ÔÑßÉ äÞá ÇËÇË ÈÇÈåÇ

    ÔÑßå äÞá ÇËÇË ÈÇáãÏíäÉ ÇáãäæÑÉ

    ÔÑßÉ ßÔÝ ÊÓÑÈÇÊ ÇáãíÇå ÈÇáãÏíäÉ ÇáãäæÑÉ
    Want the best furniture move her door Hahi ÔÑßÉ äÞá ÇËÇË ÈÇÈåÇ

    Due to the level of quality provided by our company almaher Company ÔÑßÉ ÊäÙíÝ ÈÍÝÑ ÇáÈÇØä
    cleaning and cleaning services of air conditioning and sewage and insect control on all household services that we doÔÑßÉ ÊäÙíÝ ÈÍÝÑ ÇáÈÇØä
    and taking our prices suitable for all segments of society, has become the best and most important company in the field of cleaning. ÔÑßÉ ÊäÙíÝ ÈÍÝÑ ÇáÈÇØä
    In order to maintain our success and progress, the company strives to continue along the same lines, through continuous development and the constant pursuit of following all that is best for the masters of customers. ÔÑßÉ ÊäÙíÝ ÈÍÝÑ ÇáÈÇØä
    So, never hesitate our dear customer to contact us if you want daily, weekly or monthly cleaning for your home, your garden or your company, ÔÑßÉ ÊÓáíß ãÌÇÑì ÈÇáãÏíäÉ ÇáãäæÑÉ
    or even want any kind of cleaning services, we will promptly meet your request with perfect quality and low cost .

    RépondreSupprimer